شاركت اليوم كما جرت
العادة في مبادرة من مبادرات شباب جمعية ائتلاف مراكش، وهي عبارة عن قافلة لتوزيع
الملابس على الأطفال في إحدى قرى تابعة لمنطقة بن جرير.
لم أتذكر الاسم ولست من
الذين يبرعون في الحفظ مثل هذا،فانا دائما اسأل كل مرة عن اسم الأماكن التي ذهبت
لها رفقة الجمعية ، إذا مر الحديث بنا عن أي تجربة سابقة، لكن لم أنسى أنها منطقة معزولة،
طريقها غير معبدة، وغير متصلة بخط الكهرباء، أرضها قاسية متحجرة، استغربت لإعشاب المنطقة
التي رفضت الانصياع لقهر المناخ فقررت العيش، واخترقت تربة جافة، لتعلن عن ميلادها وتتنفس هؤلاءا حارا وساخنا من شدة الشمس،كذلك هم أطفال القرية ، بل هم اشد قوة وإرادة وصبر وتحمل
لقهر الحياة في ارض شاء القدر أن يكتب فيها اسمهم،فقد نصحني احد أساتذتهم ان ندخل للقاعتين
اللتين تعدان اروع بناء في المنطقة، توقفت افكر قلت نعم الشمس حارة على الاطفال،
ورد علي الاستاذ لا لا هم متعودون فقط من اجلكم انتم، لما قال لي ذلك لم اهتم
اجبته نحن نصبر، بدأنا العمل وتنشيط الاطفال، الذين لم يكونوا يعرفون ان في العالم
شيء اسمه تنشيط الاطفال،وان لهم الحق في اللعب، استمعت واستمع فريق العمل وبقى
اغلبهم واقفا في حر الشمس،والذين كانوا رائعين كعادتيهم فهم وقود يشجعنا على
الاستمرار...
اجمل ما تم في هذه
القافلة واثر في كثيرا، هو قول احد الأساتذة، والذي قام بالتنسيق مع الجمعية من
اجل انجاز القافلة، قال ان هؤلاء الاطفال لن ينسوا ابدا هذا اليوم...، فسيتذكرونه
دائما، احمر لوني وتصلبت عروقي، و اضأت عيني وسطع بريقها،ودار في في خاطري كلام
واستدركت الامر لاني اعرف مصير هذا الحوار الداخلي، ولما خرجت من القاعة التي كنا
مجتمعين فيها، عاد الخطاب واحسست برغبة في المشي بعيدا وحيدا، احدث نفسي واخلو بها، حاولت الانسلال،
تظاهرت بمحاولة الاتصال بشخص، وبدأت الحوار، وبدأت نفسي تكلمني، هل هذا العمل كان
خالصا لله، ولم ارد بعد على هذا السؤال حتى بدأت عيني تسيل دموعها،وفكرت في
الابتعاد أكثر فحاجتي في بكاء شديد وكانت ملحة في تلك اللحظة،وعبارة هؤلاء الأطفال
لن ينسوا أبدا هذا اليوم...، فسيتذكرونه دائما، لازالت تدغدغ جورحي،وتهز اطرافي
لشدة وقعها على قلبي،فقد اعادت الي ذهني وعقلي كلمة ومعنى الإخلاص، نعم الإخلاص
لله سبحانه، اليس هذا هو سبب دخولي اول مرة الى هذا الميدان؟؟، ومازالت احاول
الهروب حتى نادي على خالد التاقي الاخ العزيز علي ، ليقول لي هيا نصلي الظهر،
استجمعت قواي، لكي لا اظهر أي شيء، واجيب اني قادم...